مصافحة الرجل لزوجته لا ينقض الوضوء، وكذلك أيضًا لمسه لها سواء حصلت لذة بذلك أو لا ما لم يحدث خروج شيء من هذا التلذذ، ويعد هذا القول هو الراجح من أقوال أهل العلم، فقد ثبت عن نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلّم أنه قبل بعض زوجاته ثم صلى ولم يتوضأ، وذلك كما في المسند وسنن أبي داود والنسائي عن عائشة رضي الله عنها حيث قالت: إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلّم ليصلي وإني لمعترضة بين يديه اعتراض الجنازة حتى إذا أراد أن يوتر مسني برجله أخرجه أحمد والنسائي وأصله في البخاري.
هل لمس الزوجة ينقض الوضوء؟
على الرغم من أن بعض العلماء أقروا بأنه لا ينقض الوضوء، إلا أن هناك من أهل العلم من قال: أنه ينتقض الوضوء بمجرد اللمس والمصافحة، ومنهم من قيد ذلك بقصد اللذة أو وجودها ودليلهم على ذلك قول الله تعالى(أو لامستم النساء) فأبقوا الملامسة على ظاهرها، بينما حملها الأولون على الجماع، وذلك جمعًا بين الآية والحديث.
هل لمس الزوجة ينقض الوضوء عند الشافعية
يعد مسألة لمس الزوج لزوجته من مسائل الخلاف المشهورة بين الفقهاء، فقد أقر المذهب الشافعي إلى نقض الوضوء بلمس الزوج لزوجته أو لمرأة أجنبية، أما الحنفية فذهبوا إلى عدم نقض الوضوء بلمس الرجل لزوجته وذهب بعضهم إلى نقضه إذا كان اللمس بشهوة، قال الإمام النووي رحمه الله( إذا التقت بشرتا رجل وامرأة أجنبية تشتهي انتقض وضوء اللامس منهما، سواء كان رجل أو امرأة، وسواء كان اللمس بشهوة أم لا تعقبه لذة أم لا، سواء قصد ذلك أم حصل سهوًا أو اتفاقًا، وسواء استدام اللمس أم فارق بمجرد التقاء البشرتين، وسواء لمس بعضو من أعضاء الطهارة أم بغيره، وسواء كان الملموس أو الملموس به صحيحًا أو أشل، زائدًا أم أصليًا، فكل ذلك يتقض الوضوء).