قصص من حياة التابعين، يهتم الناس لمعرفة القصص التي حصلت مع التابعين رضوان الله عليهم، والتابعي هو الشخص الذي عاش مع الصحابة رضي الله عنه، وأخذ عنهم العلم، ولم يأخذوه عن النبي مباشرة، بل إنما أخذ ممن أخذ عن النبي وهم الصحابة، كما أن الإنسان يسفيد من هذه القصص في شؤون حياته المختلفة، ربما يكون قد مر بنفس الحالة التي مر بها هذا التابعي، فيقوم على الاستفادة منه ماذا يفعل.
من قصص المتابعين
التابعون هم المسلمون الذين عاشوا في زمن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ولم يره، أو جاء بعد وفاته. من التقى الصحابة وحكى عنهم، والرجح الأول.
ولأن الأتباع حرصوا على اتباع طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ كان عصرهم أحد العصور الذهبية للإسلام، والتي استمرت قرابة قرنين من الزمان. فيما يلي بعض أبرز القصص عن المتابعين
قصة سعيد بن المسيب
- ومن الروايات عن سعيد بن المسيب أنه لما حَجَّ عبد الملك بن مرعون إلى المدينة، وقف على باب المسجد، وأرسل رسولًا إلى سعيد بن المسيب.
- ولما ذهب رسول عبد الملك إلى سعيد بن المسيب ؛ فقال له هذا الأخير أمير المؤمنين لا يحتاج إليّ، ولا حاجة لي إليه، ولا تشبع حاجته إليّ.
- ولما رجع الرجل إلى الملك، قال له سعيد بن المسيب فأجابه، فأرسله عبد الملك مرة أخرى إلى سعيد برسالة وهي ارجع وقل له ما أريد إلا أن أتحدث معك، و لا تحركه “.
- ولما ذهب الرجل إلى سعيد مرة أخرى برسالة من عبد الملك، قال له ابن المسيب نفس الجواب، وهنا قال الرجل لسعيد لولا أن يأتي إلي عنك، لا أذهب إليه إلا برأسك. أمير المؤمنين يرسلك لتتكلم معك قائلا شيئا كهذا! “
- فأجاب سعيد بن المسيب للرجل قائلًا “إذا أراد أن يصنع لي خيرًا فهو لك، وإذا أراد شيئًا آخر، فلن أترك حبي حتى يقرر ما هو القاضي”. . “
- ولما علم عبد الملك بن مروان ما قاله سعيد بن المسيب قال رحم الله أبا محمد ما أبي إلا صلابة.
قصة تقديس زين العابدين في الصلاة
- اشتهر زين العابدين بن الحسين رحمه الله بوقاره الشديد في الصلاة.
- ذات يوم، بينما كان زين العابدين غارقًا في صلاته، اندلع حريق في منزله حيث كان يصلي، وكان في ذلك الوقت سجودًا.
- ولما أدرك الشعب النار. فنادوا إلى زين العابدين، فلم يستجب لهم، ولم يلتفت إليهم أصلاً، وبقي في سجوده حتى خمدت النار.
- وبعد أن أنهى زين العابدين صلاته سأله الناس عن سبب عدم تجاوبه معهم أثناء اندلاع الحريق، فأجابهم قائلاً “النار الأخرى شتتني عنها”.
شاهد أيضًا: أجمل قصص الصحابة مع الرسول
أفضل قصص التابعين مكتوبة
ومن أشهر القصص التي ذكرت عن المتابعين ما يلي
قصة القاضي شوريح وعدله
- تولى شوريح القضاء في عهد علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وعرف بعدله وحسن العدل، وحرصه على عدم ظلم أحد.
- وذات يوم سقط درع علي بن أبي طالب رضي الله عنه من بعقله فأخذه يهودي وادعى أنه صاحب هذا الدرع. قرر علي بن أبي طالب واليهودي مقاضاة القاضي شريح.
- وطلب القاضي شريح من علي بن أبي طالب شهودا على ملكيته لهذا الدرع. لم يكن هناك سوى عبد الحسين وعلي، وعلى الرغم من مكانة الحسين العظيمة وشهادة رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه دخل الجنة ؛ ومع ذلك، رفض القاضي الاعتماد على شهادته لأنه ابن علي، لذلك أمر القاضي شوريح بالحماية.
- لكن اليهودي اندهش من عدل وأمانة القاضي شريح، فقرر أن يعترف بعدم امتلاكه للدرع، وتاب عن هذه الذنب، وأعلن إسلامه، وأعاد الدرع إلى صاحبه علي بن أبي طالب. لكن الأخير رفض أخذ الدرع وقرر إهدائه لليهودي وأعطاه معه مائتي درهم.
قصة بكاء عمر بن عبد العزيز
- عُرف عمر بن عبد العزيز بالعدالة الشديدة والخوف من الله تعالى، فحرص على أن يكون له فقير في عصره.
- ذات مرة دخلت فاطمة بنت عبدالملك زوجة عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه ووجدته في مصليته ويده على خده وكانت دموعه تسيل.
- ولما سألته فاطمة عن سبب بكائه، أجابها قائلاً يا فاطمة تسلمت أمر أمة محمد صلى الله عليه وسلم الأحمر والأسود. يسألني ربي عنهم يوم القيامة، وإذا كان خصمي هو محمد صلى الله عليه وسلم من دونهم، كنت أخشى ألا يثبت لي حجة لي عندما جادل، فيفعل ذلك. رحمت نفسي فبكيت.
شاهد أيضًا: قصص الصحابة في حب الله
من قصص المتابعين وأتباعهم
ومن أبرز القصص عن المتابعين ما يلي
قصة الفاضل بن عياد
- كان الفضيل بن عياض لصا يخرج على الناس ويقطع لهم الطرقات، وذات يوم وهو في هذه العادة وجد قافلة، فقال أحد أعضائها
- فلما سمع الفضيل بن إياد ما قال عنه رجل القافلة فقال عنه شعر بالخجل، وأخبر الموجودين في القافلة أنه فضيلة، وحلف لهم أنه لن يتعرض لهم أو لأي شخص بعد ذلك، وطمأنهم وأخبرهم أنهم سيستمرون في طريقهم سالمين، و حتى سعوا لإحضار الطعام لهم.
- وعندما عاد، سمع واحدًا منهم يتلو تلك الآية الكريمة من سورة الحديد “أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ ۖ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ”.
- ارتجف قلب الفضيل بن العياض، وأعلن توبته، قائلاً “نعم والله أتيت يا رب”.
- وبعد توبة الفضيل بن العياض، عبد ونسك، وصار من أعظم المصلين، وكان يُدعى عابد الحرمين.
قصة الأمير مسلمه وصاحب النقب
- كان الأمير مسلمة بن عبد الملك من أبطال فتوحات الشرق، وقاد جيش المسلمين في إحدى الغزوات.
- في المعركة، حاصر مسلمة وجيشه أحد الحصون، لكنهم وجدوا صعوبة في فتحه، لذلك أشار الناس إلى البحث في هذا الحصن، وطلبوا من أحدهم دخول الحصن من النقب، للقتال ثم فتح الحصن. بوابات هذه القلعة للمسلمين. ألقى بنفسه في الحصن وتمكن من دخولها وتبعه الجيش.
- بعد ذلك سأل الأمير مسلمة عن صاحب النقب، لكنه لم يتلق جوابا. قال لقد أمرت بإذن دخوله لما يأتي فقررت ألا يأتي.
- ثم جاء رجل فقال إذن لي أن أقيم الأمير. فقال له هل أنت صاحب النقب قال سأخبرك عنه. فجاء إلى امرأة مسلمة وأخبره بأمره فأذن له، فقال مالك النقب يأخذ منك ثلاثة أشياء ألا تضع اسمه في قائمة سوداء في خطاب موجه إلى الخليفة، وافعل ذلك. لا تأمره بشيء، ولا تسأله من هو ” قال مسلمة هذا له. قال أنا هو. ثم ذهب بسرعة.
- وبعد ذلك لم يصلي مسلمه بن عبد الملك إلا بقوله اللهم اجمعني وصاحب النقب يوم القيامة.
وفي الختام ذكر المقال قصص عديدة للتابعين رضي الله عنهم، وكيف يقوم المسلم على الاستفادة منها، حتى تكون نموذج حسن له، يقلد ما كان يقوم به التابعين.