السند والتواصل الإيجابي هو الأساس الذي تحتاجه ابنتك المراهقة

السند والتواصل الإيجابي، تختلف طريقة تعامل مع البنت خاصة إذا وصلت مرحلة المراهقة، فهي مرحلة البلوغ والنضج، ويكون الوعي أكثر لدى البنت، فالكثير من الآباء والأمهات حينما تصل ابنتهم لهذا السن يقومون بالخوف ويزداد التوتر عندهم من أي سلوكٍ تفعله يكون غير صحيح، وهذا خطأ فادح فالبنت تحتاج في هذا العمر إلى أبيها أو أخيها يرافقها ويصادقها، لا أن يتم مواجهتها بالرفض في كل ما تطلبه.

في حياة بناتهم، يشكل الآباء الرابطة والتواصل الإيجابي والمثالي والإلهام الأول في جميع مسارات حياتهم الاجتماعية والعملية. بالإضافة إلى دورهن في تثقيفهن وتوضيح كل أمور الحياة لهن وتوجيههن إلى الطريق الصحيح، مع ضرورة الاهتمام بالصحة الجسدية والنفسية لبناتهن. والأهم من ذلك كله، أن نقدم لهم التعاطف والحب في جميع الأوقات والأعمار.

إن ضرورة رعاية الطفلة منذ ولادتها والصبر معها والتعبير عن الحب والاهتمام لها ومراعاة احتياجاتها أمر شائع بين معظم الناس. لكن قد يغيب عن البعض منهم أن هؤلاء الفتيات بعد أن يكبرن، خاصة عندما يصلن إلى سن المراهقة، هن أكثر حاجة إلى دعم وحنان والديهن. وبالتالي فإن الاهتمام بالابنة في هذه المرحلة والحرص على فهمها وقبولها له أثر كبير على الحياة العملية والاجتماعية للمراهقة ومستقبلها وقبولها لذاتها.

قد يكون التعامل مع الفتيات المراهقات تحديًا كبيرًا لبعض الأمهات. يشعر الكثيرون بالقلق حيال تفكير بناتهم والتغييرات التي تواجهها الفتيات المراهقات. مما يؤثر بشكل كبير على شرح طريقة تعاملهم مع أمور الحياة في اتجاهاتها المختلفة. نرى العديد من الأمهات اللواتي بمجرد أن تدخل ابنتهن سن المراهقة تبدأ في طرح الأسئلة والمخاوف، ونراها تبحث عن حلول وطرق فعالة للتعامل مع ابنتها في هذه المرحلة.

في هذا المقال سوف نقدم بعض النصائح التي تساعد بشكل كبير في اجتياز هذه المرحلة بسلام مع الفتيات المراهقات.

الفتاة المراهقة وأساسيات التعامل معها

الفتاة المراهقة وأساسيات التعامل معها
الفتاة المراهقة وأساسيات التعامل معها

كيف تفهم مشاعر الفتاة

  • تعتبر الفتاة مراهقة عندما يكون عمرها بين 9 و 18 سنة.
  • تمر معظم الفتيات بمرحلة المراهقة دون أي مشاكل أو اضطرابات. لكنها يمكن أن تكون مرحلة صعبة ومرهقة لحوالي 15 بالمائة فقط منهم.
  • يبدأ الطفل في مرحلة المراهقة بملاحظة العديد من التغيرات الجسدية والنفسية، والتي تحدث بشكل سريع ومفاجئ، وغير مفهومة، والسبب غير معروف لها. لذلك يجب على الوالدين التحدث مع طفلهم في سن مبكرة عن التغييرات التي ستحدث لها، حتى تدخل هذه المرحلة وهي جاهزة ومتفهمة لما سيواجهه.
  • يمكن تعزيز علاقة الأم بابنتها المراهقة واحتوائها من خلال قضاء وقت مخصص من اليوم معها وحدها. حتى تشعر ابنتها بالحب والعناية. مع مرور الوقت، تبدأ الفتاة في الكشف عن أسرارها وعرض مشاكلها على والدتها دون تردد ؛ أن تستمع إلى رأيها، وأن تطلب منها المساعدة.
  • يجب على الوالدين غرس الثقة المتبادلة بينهم وبين بناتهم المراهقات. هناك الكثير من الآباء الذين ينظرون إلى بناتهم بارتياب طوال الوقت. نراهم بمجرد لقائهم ببناتهم، لكنهم يهاجمونهم بالأسئلة والاستجوابات التي تشمل شرح طريقة الإنكار والتحقيق. نلاحظ أن العديد من الأمهات يتذمرن بشأن ابنتهن. تقول ابنتي تكذب ولا أعرف كيف أتعامل معها، وابنتي متمردة ولا أستطيع التحدث معها، أو ابنتي تكرهني ولا تريد التحدث معي. لكنها تجهل الحقيقة أنها هي التي دفعت ابنتها إلى الكذب أو تجنب الحديث معها.
  • عندما تدخل الفتاة مرحلة المراهقة، تبدأ الغدد المسؤولة عن الإفراز في العمل، لذلك من المهم تثقيف وإرشاد الفتيات المراهقات، للحفاظ على النظافة. كما أمرهم بالاستحمام يوميًا، وتنظيف أسنانهم بالفرشاة واستخدام منتجات النظافة يوميًا.
  • يجب أن تتحدث الأم مع ابنتها عن التغييرات الجسدية التي ستمر بها، مع ضرورة تعليمها كيفية الحفاظ على نظافتها ونظافتها. الحرص قدر الإمكان على بناء علاقة قوية بينها وبين ابنتها.
  • تظهر العديد من السلوكيات لدى الفتاة بعد سن البلوغ. مثل تغيير ميعاد نومها، وحدتها، وتجربة بعض المحرمات كالتدخين وغيرها. لذلك، يجب على الوالدين مراقبة الطفل بشرح طريقة غير مزعجة وغير مزعجة ؛ للتأكد من أن هذه السلوكيات لا تتجاوز الحد الطبيعي، ولن تشكل تهديدًا على شخصية ومستقبل طفلهم. والعمل على مساعدتهم على التخلص من هذه السلوكيات الخاطئة. مع ضرورة الابتعاد عن الضرب والسب الذي قد يؤدي إلى تفاقم الوضع.
  • من الضروري أن تسأل المراهقة من وقت لآخر إذا كانت تواجه مشاكل في مدرستها أو حياتها الشخصية. أن أسلوب الاستجواب بعيد عن الشك أو التحقيق. بل بالأحرى بشرح طريقة تظهر الاهتمام والدعم والحب.
  • تمر المراهقة باضطراب في المشاعر والأفكار، وتبدأ مشاعر الحب في الظهور. ويبدأ كل منهم في النظر إلى الجنس الآخر، ومحاولة الاقتراب منه، مثل بعض الفتيات المراهقات اللواتي يتحدثن إلى الشباب. الآباء قلقون للغاية بشأن هذا. ويتساءلون كيف يتعاملون مع بناتهم ويحلون هذه المشكلة. لكن على الآباء أن يدركوا أن موضوع سلوكيات المراهقين أمر طبيعي لا يسبب القلق، بل يمكن أن يكون دليلاً على فقدان الحب والتقدير. لذلك، في هذه المرحلة، يجب أن يكون الآباء أقرب ما يمكن من بناتهم. من خلال الاهتمام بها، وإبداء الإعجاب بالإنجازات التي حققتها، ومحاولة قضاء وقت طويل معها. بالإضافة إلى الخروج إلى الحفلات والتجمعات العائلية بشكل دوري ؛ لتقوية العلاقة بينهما ومنحها الحب.
  • تشتكي بعض الأمهات من بناتهن المراهقات، مثل القول بأن ابنتي تدعيني، وابنتي تنفصل عني، ومشاعر أخرى من الكراهية والحقد تنبع من الابنة تجاه والدتها. لكن يجب على الأمهات أن يتفهمن بناتهن في هذه المرحلة عندما تتداخل كل المشاعر مع بعضها البعض، وأن يتأكدن من أن هذا مجرد رد فعل على الضغط الذي يمكن أن تمارسه والدتها عليها باستمرار. يساعد في مثل هذه الحالة أن تتذكر الأم نفسها في سن المراهقة ؛ لفهم احتياجات ابنتها ومساعدتها على تجاوز هذه المرحلة بالحب والسلام.
  • المراهقة في هذه المرحلة حساسة للغاية، حيث تتأثر بالكثير من الكلام والأفعال الموجهة إليها. إذا تعامل الوالدان مع المراهقة بشرح طريقة سيئة ومذلة، سينعكس ذلك على سلوك الطفل تجاه والديها وأقرانها، أو حتى تجاه نفسها. يمكن للطفل أن يجرح نفسه أو يهين أقرانه أو يفضل الابتعاد عنهم والبقاء بمفرده بشكل دائم.

من هذا المنطلق، يجب على الآباء ة أنفسهم وتقييم أفعالهم وكلماتهم الموجهة إلى بناتهم. لتصحيح الأخطاء التي قد يرتكبونها عن غير قصد. يمكن للوالدين أيضًا تطوير أسلوبهم الخاص ليناسب بناتهم. حيث يمكنهم إيجاد طرق جديدة وفعالة للتعامل مع الفتيات المراهقات.

في النهاية نود أن نشير إلى أنه لا إشكال في فرض بعض القوانين والقواعد، والحرص على عدم تجاوزها من قبل الفتيات. بل هو ضروري. لأنها تساعد الطفل على الشعور بالأمان والمسؤولية والانتماء.

وفي الختام فإن العائلة تقوم على سند بعضها ببعض، على أن تكون يد واحدة، فلا تفرق بين الأعمار، بل عليها الاهتمام بمن أصبح أكثر بلوغ ونضج، فكل مرحلة لها تعاملها الخاص.

Scroll to Top