ما هو تشمع الكبد، نلاحظ أن التشمع يقتصر حدوثه على الكبد، فهو عبارة عن حدوث اضطراب فيه، إذ تتحول الأنشطة بعد أن تكون طبيعيه على ما يرام إلى تالفة، لا يمكنها أن تقوم بأي وظيفة تريد ام تكملها، وبالتالي يقل من النسبة العامة التي تعمل على توصيل الدم لعضو الكبد، ويترتب عنه اختلال في الوظيفة، والوظائف التي يهتم الكبد لأن يقوم بها مهمة، والتشمع هو تليف الكبد
ما هو تليف الكبد
تشمع الكبد (بالإنجليزية Liver cirrhosis) هو مرض مزمن في الكبد، والذي يتمثل في نمو أنسجة الكبد الطبيعية مع النسيج الندبي التليف الذي يوصف نموه بأنه بطيء، وغالبًا ما يكون بدون أعراض في المراحل المبكرة من المرض، و تعمل الأنسجة على إعاقة وإبطاء تدفق الدم في الكبد، مما يؤثر بشكل تدريجي وسلبي على قدرة خلايا الكبد على أداء وظائفها، مما قد يتطور إلى حالة أكثر خطورة يفقد فيها الكبد وظيفته بالكامل فيما يعرف طبياً باسم فشل الكبد، وفي هذا السياق يشار إلى أن الكبد هو أكبر عضو بين الأعضاء الصلبة في جسم الإنسان، ويقع في المنطقة اليمنى من البطن. تحديداً تحت ضلوع الصدر، وتكمن أهميته في تأثيره على مختلف أعضاء وأجزاء الجسم، فالكبد هو المسؤول عن عملية تصنيع العصارة الصفراوية اللازمة لتفكيك الدهون، وتصنيع الكوليسترول وبعضها مهم. بروتينات للجسم، بالإضافة إلى التحكم في عملية تخثر الدم عند التعرض للجروح، وإزالة سمية بعض المواد الكيميائية، وتدمير الكحول، وتخزين الفيتامينات، وغيرها من الوظائف التي ستتأثر حتماً في حالة الإصابة بالتليف الكبدي، وينعكس ذلك سلبا في عمل الجسم كله.
أسباب تليف الكبد
في الواقع؛ يمكن أن يكون لأي عامل يضر بخلايا الكبد دور في الإصابة بتشمع الكبد، ولكن هناك ثلاثة عوامل رئيسية تعتبر الأكثر شيوعًا للإصابة بتشمع الكبد، وهي العدوى طويلة الأمد بالتهاب الكبد B أو “C” (بالإنجليزية Hepatitis B أو ” ج “). التهاب الكبد C)، وإدمان الكحول على مدى عدة سنوات، بالإضافة إلى أمراض الكبد الدهنية المصاحبة لمرض السكري والسمنة، وهناك بعض الحالات والأمراض الأقل شيوعًا من أسباب تليف الكبد، نذكر منها ما يلي
- أمراض الكبد الموروثة، التي تنقلها الجينات من الآباء إلى الأطفال، مثل داء ترسب الأصبغة الدموية ومرض ويلسون ونقص ألفا -1 أنتي تريبسين.
- عدوى التهاب الكبد المناعي الذاتي.
- حالات قصور القلب المزمن المصاحب لاحتقان الكبد والمتمثل في ضعف إمداد الكبد بالدم.
- الإصابة بأمراض قد تسبب أي ضرر أو انسداد في القنوات الصفراوية ؛ مثل التهاب الأقنية الصفراوية الأولي والتهاب الأقنية الصفراوية المصلب الأولي.
- تناول بعض الأدوية الطبية، مثل الميثوتريكسات (بالإنجليزية Methotrexate) أو أيزونيازيد (بالإنجليزية Isoniazid).
- الإصابة بأنواع معينة من العدوى ؛ مثل مرض الزهري، أو الحمى المالطية، وفي الحقيقة، فإن تليف الكبد لا يحدث من استخدام هذه الأدوية مرة واحدة، بل يحدث عند إساءة استخدامها أو عند استخدامها بجرعات عالية، وبالتالي استخدام الأدوية حسب تقلل توصيات وتعليمات الطبيب من مخاطر الآثار الجانبية التي قد تترافق مع استخدامه.
أعراض تليف الكبد
كما أشرنا سابقاً، قد لا يصاحب تشمع الكبد أعراض خاصة في المراحل المبكرة من المرض، وقد تكون أعراض الحالة مشابهة لتلك المصاحبة لمشاكل صحية أخرى، وتجدر الإشارة إلى أن الأعراض قد تختلف باختلاف المرض. شدة التليف الكبدي الذي يعاني منه الشخص، وبشكل عام تشمل الأعراض التي تبدأ بالظهور عند إصابة الكبد بأي خلل أو ضرر، الشعور بالغثيان، التعب العام، فقدان الشهية، بالإضافة إلى فقدان الرغبة الجنسية، ومع تفاقم الوضع قد تظهر بعض الأعراض الأخرى، ومنها ما يلي
- اليرقان، وهو اصفرار العين والجلد.
- نزيف سريع وظهور كدمات عند التعرض لإصابة.
- حكة في الجلد.
- القيء بالدم.
- يتحول لون البراز إلى لون غامق.
- تورم الساقين أو البطن نتيجة تراكم السوائل فيها.
طرق تشخيص تليف الكبد
كما ذكرنا سابقاً لا تظهر أعراض تليف الكبد في المراحل المبكرة من المرض. يتم الكشف عن الحالة من خلال الفحص الروتيني للشخص المعني، وهناك عدة خطوات تشخيصية تساهم في التأكد من إصابته، ومن هذه الخطوات ما يلي
- معرفة التاريخ الطبي للشخص وما إذا كان يشرب الخمر.
- الفحص السريري من قبل الطبيب للكشف عن وجود تورم أو ألم عند لمس منطقة الكبد.
- إجراء بعض الفحوصات المخبرية في حالة الاشتباه بوجود خلل في الكبد وقدرته على أداء وظائفه ومن أهمها ما يلي
- تعداد الدم الكامل، والذي قد يشير إلى مشاكل في الكبد.
- اختبارات التحري عن العدوى الفيروسية.
- مستوى البروتينات في الدم قد يترافق انخفاضه مع مشاكل الكبد ..
- مستويات إنزيمات الكبد، قد تترافق المستويات المرتفعة مع مشاكل الكبد.
- اختبارات الأجسام المضادة. قد يشير وجود بعض الأجسام المضادة إلى مرض الكبد المناعي الذاتي.
- مستوى البيليروبين وهي مادة ناتجة عن استقلاب الهيم (بالإنجليزية heme) الموجودة في الهيموجلوبين، وقد يترافق تراكم البيليروبين مع مشاكل الكبد.
- أخذ خزعة من الكبد، وتشمل هذه العملية أخذ عينة من نسيج الكبد لتحليلها وتحديد مدى الضرر والضرر الذي تعرضت له، كما تتيح إمكانية تحديد السبب المحتمل للإصابة بأمراض الكبد.
- إجراء فحوصات تصويرية لمنطقة البطن، حيث تتيح إمكانية تحديد حجم وشكل الكبد، بالإضافة إلى بنيته وقوامه، والجدير بالذكر أن تصلب أنسجة الكبد مؤشر على مدى انتشار الكبد. الندبات المتكونة فيه، كما أنه يساعد في تقييم مدى تحسنه، وقد تساعد أنواع معينة من الفحوصات التصويرية في تحديد كمية الدهون في الكبد، ومن أبرز تقنيات التصوير المستخدمة للكشف عن اضطرابات الكبد هي التالية
- التصوير بالموجات فوق الصوتية.
- الفحص بالتصوير المقطعي المحوسب.
- التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) لفترة قصيرة.
- تخطيط المرونة العابر، وهو نوع خاص من اختبارات التصوير بالموجات فوق الصوتية، والذي يقيس صلابة الكبد وكمية الدهون فيه.
- التنظير الداخلي، والذي يتضمن استخدام منظار داخلي على شكل أنبوب رفيع ومرن متصل بكاميرا وضوء في نهايته، بحيث يتم إدخاله في المعدة عبر الحلق. .
كيفية علاج تليف الكبد
يعتمد اختيار خطة العلاج المناسبة لتليف الكبد على عاملين رئيسيين. الاثنان هما السبب الكامن وراء تشمع الكبد، وشدة تليف الكبد، ويهدف العلاج إلى تقليل المزيد من تليف الكبد وإبطاء سرعة نمو النسيج الندبي، بالإضافة إلى التخفيف من حدة الأعراض والمضاعفات المصاحبة للحالة، ووفقًا لذلك. لتقييم الطبيب المختص، قد تتطلب بعض الحالات دخول المستشفى. أو مكان الرعاية الصحية لتلقي العلاج اللازم، وفيما يلي بيان بآلية علاج تليف الكبد.
علاج المسببات
في الواقع؛ تلف الكبد الناجم عن تليف الكبد لا رجوع فيه، أي أن النسيج الندبي الذي تشكل لا يمكن أن يعود إلى ما كان عليه، وبالتالي يسعى الأطباء إلى اتخاذ الإجراءات المناسبة لإبطاء تقدم المرض وخلق المزيد من الأنسجة الندبية، وفيما يلي ما يلي بيان لأبرز العلاجات حسب سبب تليف الكبد.
- تشمع الكبد الناتج عن إدمان الكحول لابد من التأكيد على أن الإقلاع التام عن الكحول هو الخطوة الأولى في العلاج بغض النظر عن سبب الحالة لما لها من تأثير سلبي على المرض.
- تشمع الكبد الناتج عن الالتهاب في هذه الحالة تستخدم مضادات الفيروسات للسيطرة على حالات الالتهاب الكبدي الفيروسي ومنع تطور الضرر الدائم، ويُذكر أن علاج التهاب الكبد في مراحله المبكرة يمكن أن يحد من تطور تليف الكبد.
- تشمع الكبد الناتج عن مرض الكبد الدهني يجب على الأشخاص الذين يعانون من مرض الكبد الدهني الحرص على إنقاص الوزن في حالات السمنة، مع الحرص على الالتزام بتناول الأدوية التي يصفها الطبيب والمتعلقة بالأمراض المختلفة المتعلقة بهذه الحالة. مثل أدوية ارتفاع ضغط الدم أو ارتفاع الكوليسترول أو أدوية السكري.
أهم النصائح والعلاجات للسيطرة على المضاعفات
فيما يلي بيان ببعض الاقتراحات العلاجية التي يمكن اتباعها لتقليل المضاعفات الناتجة عن تليف الكبد
- اتباع نظام غذائي منخفض الصوديوم، حيث يلعب هذا دورًا في التحكم في حالة تراكم السوائل في الجسم. قد يصف الطبيب أنواعًا معينة من الأدوية في حالة تراكم السوائل في الجسم إلى حد كبير، وقد يتطلب الأمر تقنية معينة لتصريفها خارج الجسم.
- استخدام المضادات الحيوية لعلاج بعض الالتهابات، ويوصي الطبيب الأشخاص المصابين بتليف الكبد بتلقي التطعيمات ضد الأنفلونزا والتهاب الكبد والالتهاب الرئوي (بالإنجليزية Pneumonia).
- الستيرويدات إذا كان الشخص المصاب بتشمع الكبد يعاني من عدوى معينة، فقد يصف الطبيب أدوية تمنع تراكم المواد السامة في الجسم.
- تناول أدوية ارتفاع ضغط الدم، لأنها تساهم في تقليل احتمالية حدوث نزيف ناتج عن انتفاخ الأوعية الدموية، في حين أن بعض حالات التورم الشديدة قد تتطلب تدخلاً جراحيًا.
- تأكد من الخضوع لاختبارات المعمل والتصوير بشكل دوري، والتي تهدف إلى الكشف عن تطور أي مضاعفات ؛ بما في ذلك سرطان الكبد.
- إجراء عملية زرع كبد، وهي عملية كبرى يتم فيها زرع خلايا كبد سليمة في جسم الشخص المصاب ؛ يتم الحصول على الخلايا السليمة من شخص معين وفق ضوابط وشروط محددة، ويتم استخدام زراعة الكبد في حالات تليف الكبد الحاد.
وختامًا كان الحديث عن تشمع الكبد، وما الأعراض التي تؤكد إصابة الشخص بها، وتخلل الحديث النصائح المهمة التي تساعد في السيطرة على على المرض دون أن يحدث له أي مضاعفات.