علم الجرح أو الجراحة من أقدم العلوم التي عرفها الإنسان على الإطلاق، فيقال مثلاً إنه كان معروفاً عند قدماء المصريين، وأسهمت أصوله في إنقاذ حياة ملايين البشر. للمزيد، تعرف على تعريف علم الجرح وتعديل اللغة والمصطلح.
تعريف علم الجرح وتعديل اللغة واصطلاحا
التعريف اللغوي لعلم الجراحة والتعديل
تُعرَّف الجراحة بالمعنى اللغوي البسيط بأنها فرع من فروع الطب يختص بأي إجراء جراحي يتم فيه إزالة الجلد والأغشية المخاطية والأنسجة الضامة، أو أي شق يتم إجراؤه في الجسم لغرض إجراء تشريحي أو طبي علاجي مع أي من الأدوات الجراحية، مثل قطع الأوعية الدموية لعمل قسطرة، أو زرع مضخات في الأنسجة تحت الجلد، أو قلع الأسنان وتطعيم اللثة.
يمكن إجراء العمليات الجراحية البسيطة في مكان مجهز بتقنيات التعقيم المناسبة، حيث يجب تطهير موقع العملية، بما في ذلك قص الشعر وتنظيف الجلد نفسه، ولف المنطقة حول سرير المريض الذي ستجرى عليه العملية بستائر معقمة، وعلى الطبيب ومعاونيه ومن يدخل الغرفة لبس الكمامات والكمامات الطبية.
التعريف اللغوي لعلم الجراحة والتعديل
التعريف الأكثر شمولاً واصطلاحًا لعلم الجراحة
يتم تعريفه على أنه أي إجراء جراحي يتم فيه إجراء عملية جراحية تتطلب الدخول إلى جسم الإنسان، مثل جميع عمليات الختان والتنظير وأي إجراء يتضمن تغيير التشريح الطبيعي للجسم بشكل عام.
هناك أربع فئات رئيسية من الجراحة وعلاج الجروح وجراحة الجهاز التنفسي والجراحة الترميمية وجراحة الزرع.
ما الفرق بين الجراحة القديمة والحديثة؟
لم تعد الجراحة الإجراء الطبي الأكثر رعباً، حيث خضع معظمنا في كثير من الأحيان أو سيخضعون في وقت ما لسكين الجراح في مرحلة ما من حياتنا، ولكن في الماضي، كان مجرد ذكر الجراحة يجعل المريض وعائلته مرعوبين ومذعورة لأنها كانت مؤلمة ومروعة وخطيرة جدا ومات كثير من الناس. على طاولة العمليات، كان الخيار الأخير للمريض والطبيب.
ما الفرق بين الجراحة القديمة والحديثة؟
أولاً: المفهوم القديم لأساسيات الجراحة
علم الجرح والتعديل أو الجراحة قديم قدم البشرية، لذلك كل من جرح منذ خلق الإنسان هو نفسه جراح، وفي بعض الحضارات القديمة وصلت الجراحة إلى مستوى عالٍ من التطور، كما في الهند والصين، مصر واليونان.
في أوروبا خلال العصور الوسطى، لم يتم تدريس الجراحة في معظم الجامعات. بدلاً من ذلك، استخدم الحلاقون الجهلاء السكين إما بطريقتهم الخاصة وعلى مسؤوليتهم الخاصة أو عندما دعاهم الأطباء.
في القرن الثامن عشر، مع زيادة المعرفة بالتشريح، ساعدت الإجراءات الجراحية مثل بتر الأطراف، واستئصال الأورام، وإزالة الحصوات من المثانة البولية في إرساء مبادئ جراحية ثابتة في المناهج الطبية، مما مكن الجراحين من العمل بسرعة أكبر و بمعرفة تشريحية دقيقة. تم تخدير المرضى بالأفيون أو بجعلهم يشربون الكحول. وأحيانًا يتم تقييدهم.
استغرقت عملية مثل بتر الساق، على سبيل المثال، من 3 إلى 5 دقائق، لكن الألم بقي مع المريض فيما بعد. استمر هذا الوضع حتى إدخال التخدير عام 1846، وبعد ذلك زاد عدد العمليات بشكل ملحوظ.
في منتصف القرن التاسع عشر طور العالم الفرنسي الشهير لويس باستير مفهوم أوضح لعلاقة البكتيريا بالأمراض المعدية، والذي كان له أثر في تصحيح مشاكل تعفن الجروح بعد أن قام الجراح البريطاني جوزيف ليستر بتطبيق التعقيم عليها عام 1867، مما أدى إلى انخفاض معدل الوفيات بسبب الالتهابات والتهابات الجروح، وكان ذلك بداية الجراحة الحديثة.
أضاف اكتشاف فيلهلم كونراد رونتجن للأشعة السينية في مطلع القرن العشرين أداة تشخيصية مهمة للجراحة.
مفهوم أساسيات الجراحة عفا عليه الزمن
ثانياً: التطور الحديث لمفاهيم الجراحة
شهد القرنان الحادي والعشرون والثاني والعشرون العديد من التقنيات المتقدمة في الجراحة، وظهور نظام جراحة التوضيع التجسيمي ثلاثي الأبعاد، والعلاج الجراحي الحديث مدعوم بشكل كبير من خلال الشاشات المستخدمة أثناء الجراحة وأثناء فترة ما بعد الجراحة. يتم مراقبة ضغط الدم ومعدل النبض أثناء العملية لإعطاء مؤشرات على تدفق الدم.
يتم رصد انقباضات القلب من خلال مخطط كهربائي للقلب، كما يتم رصد موجات الدماغ المسجلة بواسطة مخطط كهربية الدماغ، والتي تعكس التغيرات في وظائف المخ، وكذلك مراقبة مستوى الأكسجين في الشرايين والأوردة، ومراقبة الضغط الجزئي لثاني أكسيد الكربون في الدورة الدموية وحجم الجهاز التنفسي وكل ذلك يتم من خلال المراقبة المكثفة للمريض في مرحلة ما بعد الجراحة وخاصة العمليات الحرجة والخطيرة.
تطورت مفاهيم الجراحة مؤخرًا