من هي المريضة بشاير،يمكن للقول أن يفعل بنا ما يفعله لنا الوقوع في الحب ؛ الحب اعمى لكنه جميل. لابد أنه أجمل شعور عرفته البشرية، الوقوع في الحب يسلب عقولنا ويفصلنا بشكل كبير عن الواقع الذي نعيش فيه. الوقوع في الحب هو الادمان، العاشق يدمن حبيبته، يبحث عنه، يراقبه، يتذكره بعد النوم، قبل الاستيقاظ، في لحظات الهدوء، وأيضًا في أوج الزحام، هذا ما حدث لي أثناء قراءة رواية “مريض صامت”جذبت انتباهي الكامل، وتشبثت بها مثل طفل يعلق على والدته أثناء الفطام.
من هي المريضة بشاير على تويتر
تدور الرواية حول الطبيب النفسي “ثيو” الذي يتوجه إلى مستشفى يسمى “ذا غروف” لعلاج مريضة اسمها “أليسيا”، وهي امرأة قتلت زوجها الذي أحبه ولم تتخيل العيش بدونه، و بعد قتله دخلت في صدمة تحولت من امرأة مسالمة إلى امرأة عنيفة، ومن امرأة عادية إلى امرأة صامتة، في صمت مطلق، ونتيجة لذلك تم إدخالها إلى طبيب نفسي. مستشفى.
وهنا يأتي دور المعالج النفسي في مواجهة التحدي الكبير، وجعلها تتكلم وتتحدث حتى تحكي قصة مقتل زوجها، وتشير إلى القاتل، وهل هي فعلاً هي من قتله ولماذا، أو هل هناك شخص آخر فعل ذلك، وما الذي يجعل المرأة التي تحب زوجها يقتله بجنون على الرغم من من تعترف في مذكراتها أنه كان يدعمها وأنه بذل الكثير من الجهد لمساعدتها في التغلب على اكتئابها و حالة نفسية سيئة.
ما هي قصة المريضة بشاير
لم تعبر المريضة بأي شكل من الأشكال بعد وفاة زوجها إلا بطريقة واحدة وهي رسم لوحة لصورة ذاتية كتبت لها في الأسفل عنوانًا “Alcestis”، اسم أسطورة يونانية. البطل الذي ضحى بحياته من أجل زوجها، لذلك قرر المعالج أن يفهم تلك اللوحة والأسطورة، ربما ساعدته في فهم المرض وعلاجه.
أثناء قراءة الرواية، تذكرت جملة أخبرني بها أستاذي في الجامعة، الحاصل على درجة الدكتوراه في علم النفس، حيث قال إن كل شخص على وجه الأرض لديه عقدة نفسية. في الوقت الذي كان فيه المعالج النفسي في الرواية يسعى إلى علاج المريض الصامت، كان هو نفسه ذاهبًا إلى طبيبة نفسية تستفيد من نصيحتها لعلاج نفسه ومريضه، حيث لم يكن هو نفسه طفولة جميلة، مما يخلق تشابهًا بينه وبين المريض الذي يعالج.
ما هو مرض بشاير
كما كانت لديه مشكلة شخصية مع زوجته، وهذه المشكلة تؤدي إلى الكشف عن تفاصيل من أعماقها النفسية. وهنا يتشابك ألم طفولتها مع ألم المعالج في الطفولة، فيجلس معها على نفس الطاولة ليستمع إلى صمتها ويتحدث معها عن نفسه أيضًا.
وش سالفة هاشتاق اخلاء طبي لبشاير
يبحث المعالج عن ماضي المريض وكأنه يجري تحقيق معها في حالة وليس معالجًا يقوم بمهمة علاجية، ويلجأ خلالها إلى كل الأشخاص الذين كان لهم دور في حياة المريض، وكل من يخبرونه بما يعرفه عنها، دون أن يعلموا أن لديها يوميات مكتوبة عنهم فيها، لذلك كل من تحدث سيقول ما يريد، وليس ما حدث بالفعل، وهنا يستمتع المعالج باستفزازهم والضغط عليهم بعد أن أبلغتهم أنها ذكرتهم في يومياتها ليقولوا أكثر مما هو مكتوب، لأنهم لا يعرفون بالضبط ما هو مكتوب.
تنوعت هذه الشخصيات بشكل يجعلها مثيرة للاهتمام، فهناك الجار النرجسي، وابن العم عالق في حياة صعبة، وصهره الذي كان يغار جدًا من أخيه وأراد أن يمتلك ما يملكه ويؤذي زوجته، وصديقة المريض المهتمة بعملها الفني.
والشخصيات التي دارت حول المريض لم تكن الشخصيات المثيرة الوحيدة في الرواية، بل حتى الشخصيات داخل العيادة كانت مثيرة للاهتمام أيضًا، وتنوعت بين الأطباء والمديرين المتعاونين وغير المتعاونين، والمرضى الذين تختلف مشاكلهم النفسية وشخصياتهم عن مريض واحد. إلى شخص آخر، يجتمعان معًا في نفس غرفة الطعام ونفس طاولة الاجتماع، بطريقة قد تجعل من الصعب التمييز بين المريض والطبيب والمدير.
أما ضمير النص في الرواية، فالرواية تنقلها شخصان الأول هو المعالج نفسه، وهو الجزء الأكبر من الرواية، والثاني هو الجزء الأصغر، المريض نفسها، من خلال مذكراتها. التي كتبتها قبل مقتل زوجها.