في ضوء الحديث عن أسباب الرهاب الاجتماعي، يجب أن نشير إلى أنه من أكثر الأمراض النفسية شيوعًا، ويتم تعريفه وفقًا لما يخبرنا به الأطباء النفسيون على أنه حالة يشعر فيها الفرد بالخجل الشديد والارتباك عند التعامل. مع عدد من الناس بسبب تفكيره في الأحكام التي قد يصدرونها له وتؤدي إلى تفاقم هذه التصورات في مخيلته، الأمر الذي يدفعه للهروب وعدم رغبته في التفاعل مع الناس، بالإضافة إلى الابتعاد عن التواصل البصري لقلة الراحة النفسية لديه. من خلال موسوعة سنناقش الأسباب بالتفصيل.
أسباب الرهاب الاجتماعي
لا يولد الأفراد مصابين بالرهاب الاجتماعي، ولكن هناك بعض العوامل البيولوجية والبيئية التي تؤدي إليه، وهناك بعض الأسباب المتعلقة بالتنشئة وبعض العوامل الأخرى نذكرها على النحو التالي
الجنس
- تعتبر النساء المجموعة الأكثر عرضة للإصابة بالرهاب الاجتماعي من الرجال.
أسباب وراثية
- بعض الصفات الجينية هي من بين الأسباب. إذا كان أحد الأقارب من الدرجة الأولى يعاني من الرهاب الاجتماعي، فإن احتمال نقل المرض إلى أحد أفراد الأسرة يكون أكبر بسبب التداخل الجيني.
الناقلات العصبية
- يؤدي عدم التوازن في كيمياء الدماغ إلى المرض العقلي بشكل عام والرهاب الاجتماعي بشكل خاص، فهو مرض عقلي.
- تعمل الناقلات العصبية على إرسال إشارات إلى الدماغ من خلال الخلايا، ومن خلال بعض الدراسات، لوحظ عدم توازن في كيمياء الناقلات العصبية لدى الأفراد الذين يعانون من الرهاب الاجتماعي.
بنية الدماغ
- هناك بعض المناطق في القشرة الدماغية التي تسبب بعض الأمراض العقلية عند الإصابة بها، وخاصة الرهاب الاجتماعي.
- هناك أيضًا بعض الأفراد الذين يعانون من فرط نشاط اللوزة، مما يحفزهم على الشعور بالخوف الدائم، والذي بدوره يؤدي بالفرد إلى الشعور بالخوف والقلق المستمر عند مواجهة موقف يتطلب تفاعلًا مباشرًا مع عدد من الأفراد.
شرح طريقة التنشئة
- شرح طريقة التنشئة تتعارض مع الرهاب الاجتماعي للفرد، خاصة عندما شهد في طفولته عنفًا من أحد الوالدين وتوبيخًا مستمرًا منهم موجهًا إليه، مما يؤدي بدوره إلى فقدان الفرد الثقة بنفسه.
- يمكن أن يؤدي الإفراط في التدليل أيضًا إلى الرهاب الاجتماعي، حيث أن القسوة والتدليل المفرط غير مقبولان، ولكن يجب أن يكون هناك توازن بين الاثنين.
الصفات الشخصية
- الأشخاص الانطوائيون والخجولون منذ الطفولة هم أكثر عرضة للإصابة بالرهاب الاجتماعي في مرحلة البلوغ.
فقدان الثقة بالنفس
- إنه أحد الأسباب الرئيسية للرهاب الاجتماعي، فكلما انخفض احترام الذات للفرد، كلما كان في حالة خوف من المجتمع بأكمله.
- يعود فقدان الثقة أيضًا إلى اللوم والنقد المستمر الذي كان دائمًا يلقي باللوم عليه في طفولته من قبل أحد الوالدين، أو تعرضه للتنمر في المدرسة دون تلقي مساعدة نفسية.
الندم
- التوبيخ المبالغ فيه هو أحد أسباب الرهاب الاجتماعي. إنه في حالته الطبيعية من السلوكيات الجديرة بالثناء، ولكن عندما يتجاوز حدوده ويوبخ الفرد ضميره بشكل مفرط عند القيام بأبسط الإجراءات وجلد الذات، يطلق عليه الرهاب الاجتماعي.
تنمر
- التنمر ظاهرة خطيرة تؤدي إلى الرهاب الاجتماعي، حيث يكون الأطفال الذين تعرضوا للسخرية من قبل زملائهم في المدرسة أو الأقارب أو الأصدقاء عرضة لها.
- بالإضافة إلى الأفراد الذين تعرضوا لاعتداءات جنسية، ومشاكل عائلية بين الوالدين.
المواقف الصعبة
- يصاب بعض الأشخاص لأول مرة عند مواجهة عدد كبير من الأشخاص عندما يضطرون إلى التحدث أمامهم وتوجيه انتباه الجمهور إليه، الأمر الذي يؤدي بدوره إلى رغبة جامحة في الهروب من تحت الأضواء.
علامات على إصابتك بالرهاب الاجتماعي
قد تظهر على بعض الأفراد أعراض الرهاب الاجتماعي دون أن يدركوا أنها إحدى علامات المرض التي تتطلب العلاج والاستشارة النفسية. تشمل أعراض الرهاب ما يلي
- احمرار الوجه والخدين، وهو أحد الأعراض الجسدية الشائعة التي تظهر على المريض المصاب بالرهاب الاجتماعي في المواقف التي تتطلب التفاعل مع عدة أشخاص أو عندما يكون تحت الأضواء.
- الشعور باضطراب في المعدة والحاجة إلى الغثيان بسبب مرض القولون العصبي بسبب اختلال هرمونات السيروتونين التي تؤدي إلى ظهور أمراض في المعدة والجهاز الهضمي.
- الرعشة أو الرعشة التي تظهر في أصوات الأشخاص المصابين بالرهاب الاجتماعي، حيث قد تظهر أصوات ضعيفة وصاخبة وقد يتحدثون بنبرة غير مفهومة نتيجة لتأثير التوتر على الحبال الصوتية ومخارج الحروف.
- تسارع ضربات القلب أو الشعور بضيق في التنفس، وهي أقرب إلى نوبات الهلع التي قد يعاني منها الفرد عند مواجهة موقف يتطلب تفاعلًا اجتماعيًا وخروجهم من حالة الانطوائية، مما يؤدي بدوره إلى زيادة شدة وتسارع ضربات القلب. .
- التعرق المفرط كرد فعل للإحراج والإحراج الشديد عند الإشارة إليهم أو التواصل بالعين معهم.
- الخوف من الأحكام مرضي، فهم دائمًا يفكرون ويهتمون بالأحكام التي قد يصدرها الآخرون عليهم، ويعتقدون دائمًا أن الأفراد سيطلقون عليها أحكامًا سيئة.
- الشعور بمرض القلق، وهو القلق المفرط الذي قد يمتد لأسابيع والتفكير فيه قبل موعد المناسبة أو الحدث الذي قد يدفعهم إلى الانسحاب من الموقف برمته.
- الخوف من فعل أبسط السلوك خوفا من الإحراج أمام الناس.
تشخيص الرهاب الاجتماعي
- بناءً على الأعراض التي ذكرناها سابقًا، يجب اتخاذ الخطوة التالية مع طبيب نفساني للتشخيص والمساعدة، حيث أن الكشف عن الرهاب الاجتماعي لا يعتمد على التحليلات أو الاختبارات الطبية.
- بل يلجأ الطبيب النفسي إلى بعض الاختبارات النفسية أو يسأل الفرد عن بعض الأشياء، مع الانتباه إلى الأسلوب الحديث وسلوكه، ويسبر أعماق المريض عن أسبابه المقنعة للشعور بالخوف والاستماع إلى آرائه.
- يحاول أن يسأله عن مدة التوتر والتفكير الذي قد يأخذه، سواء كان ذلك قبل المناسبة، أو الحدث، أو أثناء حضوره، وما هي الأحكام التي يظن أن الناس يتخذونها منه تجعله يشعر بالقلق الشديد، ومن خلال جميع الأسئلة الأخرى وسماع إجاباتها يمكن للطبيب تشخيص درجة مرضه.
- وتجدر الإشارة أيضًا إلى ضرورة علاج أعراض الرهاب الاجتماعي التي تسبب بعض المشكلات الوظيفية للفرد في بيئته وعمله وعلاقاته الاجتماعية بأكملها إذا ترك دون علاج أو استشارة نفسية، حيث قد تصل المضاعفات التي قد تصل إليها الرهاب. يشمل الفرد ما يلي
- انخفاض في معدلات ثقته بنفسه قد يستغرق وقتًا طويلاً للعلاج.
- اللجوء إلى المخدرات وشرب المشروبات الكحولية.
- الاغتراب والعزلة الكاملة التي قد تصل إلى صعوبة الخروج من الغرفة أو المنزل.
- ظهور مشاكل في العمل، أو التأثير السلبي على تحصيله الدراسي إذا كان طالباً.
علاج الرهاب الاجتماعي
- هناك بعض الحالات التي قد يصف فيها الطبيب بعض الأدوية للأعراض والحالات الشديدة.
- عند المعاناة من أعراض الرهاب الاجتماعي الخفيفة، قد يكون العلاج المعرفي السلوكي ناجحًا جدًا في علاج المرض والتغلب عليه.
- قد يكون حضور ورش العمل والندوات الخاصة بالدعم النفسي والتوعية بالمرض إحدى طرق العلاج، على النحو الذي أوصت به المعاهد الوطنية الأمريكية للصحة العقلية.
- يجب على الفرد أن يساعد نفسه ويثقف نفسه بشأن المرض. الوعي بالمرض هو نصف الطريق إلى العلاج.
وهنا وصلنا إلى ختام الجولة بعد التعرف على أسباب الرهاب الاجتماعي. قمنا بتها لك بشكل كامل وبالتفصيل. كما تطرقنا إلى بعض الأعراض التي تظهر على مريض الرهاب الاجتماعي وكيفية تشخيص المرض، آملين أن نكون قد قدمنا لك جميع الإجابات على الأسئلة التي تدور في أذهانكم.
تحذير يرجى ملاحظة أن المعلومات المتعلقة بالأدوية والخلائط والوصفات الطبية ليست بديلاً عن زيارة الطبيب المختص. لا نوصي أبدًا بتناول أي دواء أو وصفة طبية دون استشارة الطبيب. القارئ مسؤول عن أخذه أو استخدامه لأي وصفة طبية أو علاج دون استشارة طبيب أو أخصائي.