لقد كرس الإنسان وسائل التكنولوجيا لتسهيل حياته اليومية، وأصبحت محاطة به من كل جانب. ومن هذه الوسائل الإنترنت الذي بدأ كوسيلة لنقل المعلومات، وأصبح إدمانًا أدى إلى العزلة والهروب من الواقع وانقطاع العلاقات الأسرية. ظهر جيل جديد خلال العقد الماضي يختلف عن الأجيال السابقة. نظرا لأهمية أي جيل في صناعة حاضره ومستقبله، فقد تم إجراء العديد من الدراسات لفهم متطلبات هذا الجيل وتوجيه طاقاته للبناء وإعادة الإعمار. خلصت كل هذه الدراسات إلى أن الاستخدام غير المتوازن للإنترنت يصنف على أنه شكل من أشكال الإدمان بكل ما تعنيه هذه الكلمة.
يؤكد عالم النفس الأمريكي Kemin Bi Young، وهو من أوائل علماء النفس الذين درسوا ظاهرة إدمان الإنترنت، أن استخدام الإنترنت لأكثر من ثمانية وثلاثين ساعة في الأسبوع، أي ما يعادل خمس ساعات في اليوم، يعد إدمانًا وربما تؤدي إلى عواقب وخيمة. تم تأجيل أسباب الإدمان على الإنترنت لعدة عوامل رئيسية، بما في ذلك السرية التي يوفرها الإنترنت للحصول على المعلومات. إنه يوفر إحساسًا كبيرًا بالسيطرة، وهو شرح طريقة مريحة للغاية، حيث إنه متوفر في كل مكان. إلى جانب ذلك، فإنه يوفر هروبًا من الواقع إلى واقع بديل، وهو ممكن لشخص يفتقر إلى الثقة بالنفس. أن يصبح الشخص الذي يرغب فيه، ويجد الشخص المنطوي أصدقاء، ويمكن لكل شخص أن يتبنى هوية مختلفة لنفسه ويتجاوزها بكل ما ينقصه في الواقع اليومي والحقيقي مما يؤدي إلى مزيد من الإدمان. من أهم أعراض هذا الإدمان إهمال الوجبات الاجتماعية والعائلية والوظيفية. بسبب استخدام الإنترنت يفقد المدمن إحساسه بالوقت، لكنه يشعر بالتوتر الشديد والقلق في حال وجود أي عائق أمام الاتصال به، وقد يصل هذا إلى نقطة الاكتئاب وهذا هو ذروة الإدمان.
من أهم الدراسات الحديثة التي أجريت في عالمنا العربي دراسة أجراها Google و Bozen Koo. شارك في الدراسة ثلاثة آلاف مستخدم من تسع دول منها السعودية والإمارات والكويت وقطر والبحرين ومصر والجزائر ولبنان والأردن، وتتراوح أعمارهم بين المشاركين ما بين خمسة عشر وخمسة وثلاثين عاما وهو ما يعرف حيث أن جيل الاتصالات الإلكترونية العربية الذي يتزايد باستمرار يزداد سنوياً بنسبة 11٪ مقارنة بالزيادة العالمية فقط 7٪ من أهم نتائج الدراسة أن 83٪ يستخدمون الإنترنت يومياً و 40٪ على الإنترنت. ما لا يقل عن 5 ساعات في اليوم، 61٪ يستخدمون شبكة التواصل الاجتماعي لأكثر من ساعتين في اليوم، و 87٪ يفضلون الإنترنت على التلفزيون، و 80٪ من الشباب هم أول ما يفعلونه عندما يستيقظون، ويفقدون هواتفهم الذكية، ويعتبرون فقدان هواتفهم مصيبة كبيرة. .
لكل إدمان علاج، والعلاج الذي يأتي من الإيمان الصادق واليقين هو الذي يستمر مفعوله بإذن الله أن الله لا يغير حالة الناس حتى يغيروا ما في أنفسهم.