من الذي بنى قلعة بني حماد

يعتبر من أهم الأدلة الأثرية التاريخية في بلاد المغرب العربي. تأسست في الجزائر منذ أكثر من ألف عام لتروي القصص الخالدة للتراث الإسلامي المجيد، وصُنفت ضمن المقتنيات الثمينة للتراث العالمي عام 1980 م من قبل منظمة اليونسكو. إلا أن هذه القلعة أصبحت كأنقاض لعوامل زمنية وبشرية، لكن تاريخها لا يزال صامداً رغم ما تعرضت له. لديها مخاطر عبر أوقات مختلفة.

تاريخ قلعة بني حماد

كان تأسيس قلعة بني حماد بالجزائر في عام 1007 م، واكتمل بناؤها في العام التالي. على مسافة حوالي 20 كلم، تم بناؤه على سفح جبل المعاضد. وذلك من أجل أن تكون منيعة ويصعب الوصول إليها نتيجة الممرات الوعرة لأنها تقع في الحدود الشمالية لسهول الحضنة.

عُرفت القلعة بأنها مركز إشعاع كبير في مختلف المجالات العلمية والثقافية والاقتصادية، وشهدت هندستها المعمارية التأثيرات المختلفة التي مرت بها القلعة، والمخطط العام لهذه القلعة يضم أربعة أحياء على الجانب السفلي منها ؛ حيث تضم كل منها قصراً، وهي قصر البحر، وقصر المنار، وقصر السلام، وقصر النجمة. على الجانب العلوي يمتد قلب المدينة. ويضم الجامع الكبير والحمامات، وخصص الجزء الجنوبي من التل للأسواق. لأنه الجزء الأكثر تسطيحًا والأكثر شمولاً.

وما زالت آثار القلعة تشهد التطور العمراني والحضارة العظيمة لولاية بني حماد. حيث تظهر عظمة هذه القلعة الأثرية من خلال ما تبقى من الخواص الأثرية للبناء العظيم والأسوار المحصنة المحيطة والقصور والمساجد والمئذنة التي يبلغ طولها 25 متراً ولا تزال تقاوم عوامل الزمن، حتى أن قلعة بني حماد محفورة اسمها عبر التاريخ بأحرف من ذهب. أصبحت مقصد سياحي شهير في الجزائر.

مؤسس قلعة بني حماد

تأسست قلعة بني حماد بأمر من حماد بن بلكين. جاء ذلك وفق اتفاق أبرم مع باديس بن المنصور بن بلكين بن مناد السنهاجي خلال عام 1004 م، وكان ذلك في سياق التطورات السياسية والاقتصادية للدولة الحمادية. باديس بن المنصور يعمل في شرق الجزائر، وقد أظهر شجاعة كبيرة في العمل السياسي وبطولة الحرب.

كان حماد بن بلكين طموحاً يتطلع إلى المزيد. حيث كان يطمح إلى إقامة دولة مستقلة، الأمر الذي جعله يسعى إلى بناء قلعة بني حماد عام 1007 م، والتي تحولت فيما بعد إلى خلاف مع باديس بن المنصور في حكم الجزائر ؛ حتى نجح حماد بن بلكين في الانفصال عن الدولة، وبدأ حكم الحماديين عبر القلعة. حيث أصبح ملك الحماديين في القلعة، ثم أعلن ولاءه للدولة العباسية خلال عام 1015 م وأصبح مستقلاً، ولكن لم يتم الاعتراف بدولته.

أبرم حماد بن بلكين معاهدة سلام عام 1016 م مع المعز بن باديس، حاكم تونس، ليصبح بعد هذه المصالحة الرجل الأول في الجزائر بعد فترة نضالات استمرت من عام 1004 م إلى 1016 م لتأسيس الدولة. دولة حمادي الجديدة التي اعتمدت بشكل كبير على قلعة بني حماد التاريخية التي مرت بالعواصف العديدة عبر تاريخها.

Scroll to Top