تقدمت التقنيات المستخدمة في الزراعة بشكل كبير، وتم تطوير طرق تجعل الزراعة سهلة وسهلة في ظروف مختلفة، وتم اختراعها بحيث لا تعتمد على وجود التربة ؛ حيث أن اعتمادها الأساسي على المحاليل المغذية التي تمتلك جميع العناصر الغذائية التي تساعد في النمو المثالي للنبات، وهذه الزراعة تعمل على توفير المياه بشكل كبير ؛ بما أنها تستخدم نفس مياه الري أكثر من مرة، ويتم تطبيق هذا النوع من الزراعة على الخضروات ذات المد الجذري المناسب، فقد ساعدت دولة الإمارات العربية المتحدة مواطنيها على العمل بهذه الزراعة لما لها من فوائد اقتصادية عديدة.
الزراعة المائية في الإمارات
قدمت الوكالات الحكومية في دولة الإمارات العربية المتحدة مبادرات تدعم تجربة الزراعة المائية ؛ قدمت الدعم الاستشاري والمادي للراغبين في القيام بهذه التجربة، وعملت أيضًا على تصحيح الأخطاء المستخدمة في إدارة الزراعة المائية في عدد من المزارع ؛ حيث أدت هذه الأخطاء إلى انخفاض العائد المادي، وقد اتخذت كافة الإجراءات التصحيحية والتدريبية من أجل توجيه المزارعين للزراعة السليمة بدون تربة، مما جعل إنتاج المزارع المائية في الإمارات يصل إلى أكثر من مليون طن.
مزارع الزراعة المائية في الإمارات
تم إنشاء مزارع الخضروات المائية في دولة الإمارات العربية المتحدة في عام 2005، وتقع على الطريق بين دبي وأبو ظبي. كانت بداية هذه المزارع على مساحة 1000 متر مربع، وبعد أن تمكنت من زراعة مختلف المنتجات وحصد أول إنتاج لها بنجاح كبير ؛ استطاعت أن تتوسع لتصل إلى 20.000 متر مربع نتيجة البحوث والدراسات المتقدمة التي أجريت عليها، وتستخدم المزارع المائية هناك تقنية تعرف باسم “NFT”، حيث يتم استخدام الأنابيب، والتي تحتاج فقط إلى خزان مياه، مضخة تقوم بتوصيل المياه للنباتات وأنابيب صغيرة وأنبوب تغذية ولا يستخدم الماء إلا بعد تحليله في معمل متخصص لمعرفة العناصر المتوفرة فيه بحيث لا تتواجد فيه العناصر الأخرى و اللازمة للزراعة يتم توفيرها لاحقًا.
يتم وضع هذا النظام الزراعي داخل البيوت البلاستيكية أو ما يسمى بالدفيئات الزراعية، والتي تعمل بنظام الدوران بحيث تتعرض جميع النباتات لأشعة الشمس اللازمة لنموها، وهناك توفير كبير للمياه من خلال هذه الزراعة ؛ حيث يتم استخدام ثلاث زجاجات طوال اليوم في الزراعة التقليدية لمصنع واحد فقط ؛ بينما لا تتطلب الزراعة المائية سوى زجاجة مياه صغيرة، مما يجعل التوفير يصل إلى حوالي 90٪، لأن الأنابيب تعيد المياه إلى خزان المياه ؛ ثم يتم تنقيته من البكتيريا والجذور الميتة. لاستخدامها مرة أخرى للري.
يوجد حوالي 20 نوعًا مختلفًا من الخضار في المزرعة ؛ بالإضافة إلى وجود الأعلاف، ينصب تركيز الإنتاج الرئيسي لهذه المزارع على السوق المتخصصة التي تشتري كميات كبيرة من الإنتاج الزراعي مثل المطاعم ؛ أصبح معظم العملاء تجار جملة، نتيجة الإنتاج الضخم ونجاح هذه التجربة، والتي ساهمت فيها الجهات المعنية بشكل كبير في الإمارات، بحيث أصبحت جهودها في المجال الزراعي مثالاً مميزًا وبارزًا في العالم؛ حيث أن هذه الزراعة قد أحدثت طفرة تدريجية في الإنتاج بلغت حوالي 300٪، واستطاعت دولة الإمارات العربية المتحدة وضع الأسس الصحيحة لهذه الزراعة والعناية بها حتى تؤتي ثمارها في النهاية على أكمل وجه.